مقال لعبدالسلام الرويشد بمناسبة التخرج
عبدالسلام عبدالله الرويشد مدير اللجنة الإعلامية في ثانوية الملك فهد بالمجمعة |
أقف بينكم و قد أطلقت العنان لقلبي بأن يبوح لكم بأصدق مشاعره لست بمتكلف في قولي و شعوري
فأول شيء وقبل كل شيء حمدي و شكري و ثنائي لله فاطر السماوات و الأرض فلا فضل لأحد إلا بفضله و لا شكر قبل شكره شكراً يليق بجلال ربي و عظمته . اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيبا ًمباركاً فيه كما يحب ربي و يرضاه .
إني مغمور بالسعادة و أنا أقف بينكم في منتهى ذاك الطريق الطويل الشاق الذي سلكته منذ اثنتا عشرة سنة تكلل بالفرح و الحزن بالمتعة و الملل بالصواب و الخطأ . التقينا فيه بالكثير من أحبابنا وفارقنا كثيراً .
دخلناه لا نعرف الألف من الياء و خرجنا نعي الكثير من الأشياء.
تعلمنا القرآن و اللغة و العلوم و الحساب و ميزنا الخطأ من الصواب بعد أن ذقنا الثواب و العقاب .
وهنا تتلعثم كلماتي و يهتز كياني عندما أتذكر أولئك الرجال الذين خرجوا من بنيهم و أهليهم و قد يكون ديارهم ليزودنا بعلمهم النافع و يربوننا بخلقهم الجم فيتحملوا منا إهمالنا و جهلنا و شغبنا البريء و لأولئك الذين لولاهم لما سارت الأمور بشكل سليم من وكلاء و مرشدين و إداريين و عمال نظافة و غيرهم .
فلا أدري أي قول يوفيهم حقهم و أي شكر يسع فضلهم
فاللهم أجزل ثوابهم و أعظم أجرهم و ضاعف حسناتهم و أصلح ذرياتهم و نياتهم و علانياتهم و كن لهم عونا على حوائج الدنيا و ارفع مقامهم في الآخرة و هبهم من خيري الدنيا و الآخرة و بارك لهم و أرضهم بما وهبتهم يا كريم .
و لن أنساكم يامن عشت معكم هذه الأيام الجميلة و كنتم مصدرا لسعادتي و عونا لي على دراستي كم كنتم كرماء و لطفاء يعز علي فراقكم .
ما أجمل ضحكاتنا و بسماتنا الدائمة و تلاحمنا و تعاوننا نادر المثيل عند الامتحانات .
فغائبنا مسؤول عنه و مريضنا نزوره و ناقصنا نكمله و كأننا خرجنا من بيت واحد و في مصلحة واحدة .
فيا ربي أدم بيننا محبتنا حتى نلقاك ثم نحشر مع من أحببنا مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين .
و لو خصصت المرحلة الثانوية بالذكر و ثانويتي هذه بالخصوص فإنها أجمل مراحل حياتي ، فعبدالسلام الذي دخل من ذلك الباب مختلف تماما عن الذي سيخرج من هذا الباب بفضل الله ثم بفضل هذه المدرسة التي تميزت بمعلميها الأفاضل المخلصين و طلابها المحترمين . فذقت في هذه المدرسة حلاوة المثابرة و لذة العمل و أنس الصحبة و شغف العلم . إني أجد من إن أخطأت صوبني و إن أصبت ثبتني و إن احترت أرشدني و إن نقصت كملني و إن كسلت بعث همتي من معلمين و مرشدين و طلاب .
ختاما :
يا ثالث المستقبل يا ثاني المستقبل:
اغتمنوا ما بقي لكم في هذه المدرسة لا توفروا جهدا خذوا إذا أُعطيتم و أعطوا إذا طُلبتم فهنا تأخذون فوق ما تطلبون و تُعطَون مزيداً على ما تعطون و سننتظر منكم رفعة اسم هذه المدرسة بتميزكم و جهودكم كما فعل أسلافكم .
والصلاة و السلام على خير من صلى و قام و آله و صحبه الكرام .
محبكم عبدالسلام بن عبدالله الرويشد
ليست هناك تعليقات:
شرّفنا بتعليق!